اعتاد الناس على التغني بحياة العزوبة على أنها تزيل الهَم وتُطيل العمر بعيداً عن هموم الحياة ومشكلاتها، غير أن العكس هو الصحيح حسب دراسة حديثة نشرها مركز أبحاث الديمغرافيا الاجتماعية في العاصمة التشيكية براغ، أكدت أن الحياة الزوجية المتجانسة تطيل العمر خمسة أعوام مقارنة بالعلاقات خارج إطار المؤسسة العائلية وحالة العزوبة.
الدراسة التي شارك فيها مختصون في الطب النفسي، قالت إن حالة الاستقرار والاطمئنان النفسي لدى الزوجين وسعادة الأطفال تؤمّن حاجزاً مناعياً ضدّ تسرُّب بعض الأمراض إلى الجسم، مثل الكآبة والمعاناة النفسية التي عادة ما تكون مدخلاً لباقي الأمراض العضوية، حسب الدراسة التي نشرتها وكالة الأنباء الألمانية.
وتشير رئيسة البحث دانا هامبلوفا إلى أن الوضع العائلي المعروف بالزوج والزوجة والأطفال، يجعل حياة هؤلاء صحية في مستوى يزيد على 50 في المائة من الاستقرار النفسي، الذي سيكون له الفضل في النجاح وتجاوز المشكلات الحياتية، خاصة عندما يشعر الإنسان بأنه سيحصل على المساعدة الفورية لدى وقوع مشكلة معينة اجتماعية أو صحية حيث يسرع أحد الشريكين لتقديم المساعدة اللازمة والضرورية، انطلاقا من الحرص على حماية العائلة وضمان استمرارها بشكل جيد ونقلها إلى الأفضل دائما، الأمر الذي يجعل كلا الشريكين مهيأً نفسياً لتجاوز المشكلة.
وتلفت الدراسة إلى أن الرحلات العائلية لها الفضل الكبير في تجدُّد واقع الحياة الزوجية، وتعمل هذه الحالة على تجديد حالة الحب والعطف بين الزوجين واستمرارها نحو الأفضل، في حين أن الأطفال ينعكس عليهم هذا الأمر بشكل طمأنينة تجعلهم أصحاء قادرين على التميُّز والنجاح في تحصيلهم الدراسي، وتبعد عنهم أيضاً الأمراض، وتكون حالة النمو عندهم طبيعية مقارنة بالأطفال الذين لديهم مشكلات عائلية مثل العيش دون أحد الوالدين