حواس : الدمام
انتقد ثلاثة سعوديين، صنفوا ضمن المبدعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، طبيعة تعامل المجتمع والقطاعات الحكومية مع احتياجاتهم، مما تسبب في إعاقة أبسط تعاملاتهم الحياتية، ما دعاهم للاعتماد الكامل على أنفسهم.
في المقابل امتدحوا طبيعة الحياة في الدول الغربية التي تقدم لهم يد العون وتوفر خدمات تمكن المعوقين من الاندماج في الحياة الاجتماعية والعملية، حيث وفرت مدن أوروبية أنظمة تتناسب وطبيعة المعوقين ابتداء من المرافق العامة كالشوارع والطرق، وانتهاء بتطوير مهاراتهم ومواهبهم ومنحهم فرص الحصول على التعليم بكافة مراحله، إضافة إلى منحهم فرصة العمل والإبداع.
وقالوا خلال عرض تجاربهم وما وصلوا إليه من نجاح ضمن فقرات برنامج الاحتفاء بـ ”اليوم العالمي لذوي الإعاقة 2012” تحت شعار ”إزالة المعوقات لخلق مجتمع شامل متاح للجميع”، الذي نظمته مجموعة ”احتواء” التطوعية، إن ما وصلوا إليه من تميز وتفوق علمي وإبداعي، يعود بالدرجة الأولى بعد عون الله لاعتمادهم على أنفسهم وذويهم من أسرهم، وتجاربهم خارج حدود بلدهم.
وقال عبد الله العبد الكريم الحاصل على شهادة دبلوم عال في علوم الحاسب الآلي وتقنية المعلومات ويعمل حاليا في ”أرامكو السعودية”، إن المجالات التقنية تستوعب قدرات المعوقين، مشددا على ضرورة طرح القوانين والمشاريع وفتح كافة مجالات العلمية والتعليمية والعملية أمام المعوقين.
وأضاف: ”لا أحد ينكر ما تم تحقيقه على المستوى الإنساني للمعوقين، وإعطائه فرصة العمل والاجتهاد، وما قدم من دعم الإنجازات في تطوير الوعي وتغيير المفاهيم ومشاركته في تنمية البلاد، وتقديم الدراسات والقرارات والمشاريع على جميع مستويات الدولة والمجتمعية ورفعها لمجلس الوزراء لإقرارها، كما تم الإعداد لنظام بين البلديات ووزارة النقل بأن لا يقام مبنى دون أن يكون مجهزا لذوي الاحتياجات الخاصة، والبرامج المساعدة لإعطاء المعوق الفرصة للمضي إلى الأمام، إلا أنه لا بد من تفعيل القرارات والأنظمة التي أقرت في هذا المجال، لإزاحة كافة العوائق أمام المعوقين وذوي القدرات والتقليل من الشأن الخاص بهم على كافة الأصعدة، ومدى حصولهم على حقهم في الاهتمام والرعاية”.
من جانبه، سرد الشاب عبد الله العواد (34 عاما) ما تعرض له من حادثة وقعت له في سن صغيرة جدا تسببت في إعاقته بعد أن وقع له حادث حريق في منزله مع أخيه وهما في سن الثلاث سنوات الخمس سنوات، إثر عبثهما بـ ”الكبريت”، ما تسبب في موت أخيه بينما أنقذت العناية الإلهية عبد الله الذي عاش معاناة متكررة في إجراء عمليات جراحية في مستشفى الخبر التعليمي، لإعادته لحياته الطبيعية. وقتها لم يكن يستطيع أن يرى أو يتكلم، فأمر الملك فهد – رحمه الله – بنقله للعلاج في الخارج في لندن، وأجريت له عدة عمليات ليصل إلى مقدرة الاعتماد على نفسه والعودة لممارسة حياته من جديد، إلا أنه واجه رحلة معاناة أخرى في نظرة المجتمع له، ونجح في تحقيق ذاته وصناعة نفسه خلال مراحل علاجه في لندن، حيث شهد دعما من المجتمع الإنجليزي لتبرز مواهبه في الرسم، وأسسوا له معرضا في المستشفى الذي تلقى فيه العلاج.
العواد عاد إلى السعودية ولازال يواجه معاناة عدم استطاعته الاستمرار في الدراسة، وعندما أراد أن يكمل نصف دينه والبحث عن شريكة حياته، تقدم لخطبة 69 فتاة خلال أربع سنوات بحث عن زوجة، جميعهن رفضن الارتباط به بسبب المظهر، ليوفقه الله للحصول على شريكة حياته رقم ”70” – كما يطلق عليها – ليرزق منها بـ ”ندى ودانية”.