حواس : تحقيقات
يظن الكثير أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أحد الأمراض المزمنة التي تعيق صاحبها عن العمل والإبداع إلا أن إصابة بعض المبدعين به بددت كل هذه التخوفات التي رسمها العديد من الناس في مخيلتهم.
وقالت الدكتورة سعاد يماني رئيسة جمعية أفتا: إن أعظم الرسامين العالميين والعالم رياضي، والمهندس معماري، والمشرح، والنحات، والموسيقي، وعالم نبات، ومخترع، “ليوناردو دافنشي” الذي رسم بيديه لوحة “الموناليزا” التي حيرت الكثيرين كان يعاني من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
وأضافت رئيسة جمعية أفتا أنّ الاضطراب والإبداع متلازمان في 50 في المائة من المصابين، حيث إنّ هناك علاقة وثيقة بين أطفال “أفتا” والإبداع، مشيرة إلى أنّ عدم تشخيص ومتابعة حالات هؤلاء الأطفال سوف تغيّب الإبداع لديهم وتطغى الآثار السلبية للاضطراب، ومشددة على ضرورة الاهتمام بأطفال “أفتا” لأجل ظهور علامات التفوق والإبداع لديهم ويكونون أعضاء فاعلين في المجتمع.
جاء ذلك خلال اختتام فعاليات المؤتمر الثاني لتدريب القادة الأطباء، الذي نظمته جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه “أفتا” بالشراكة مع الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بمنتجع “نوفا” في المزاحمية تحت رعاية الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، وبالتعاون مع وزارة الصحة، حيث شارك الأطباء المسجلون في ورش عمل متنوعة بين تدريبات عملية ومحاضرات تهدف إلى جعل أطباء الأسرة وطب الأطفال قادرين على التشخيص والتعامل السليم مع المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ويكونون قادة مساهمين في تطوير الخدمات الصحية في أنحاء المملكة.
وأوضحت رئيسة جمعية أفتا في ختام المؤتمر أنّ مشروع “عبقري” يمكّن الراغبين من الإسهام في علاج المصابين بالاضطراب، ويستمر لمدة ثلاث سنوات في جميع مناطق المملكة، ويهدف إلى رفع مستوى الحياة للمصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه من خلال زيادة الوعي وتحسين الخدمات وإنقاص النظرة السلبية تجاه المصابين، إضافة إلى إنشاء عيادات خيرية في مختلف مناطق المملكة يقدم فيها التشخيص، والبرامج التدريبية، سواء لأطباء الأطفال أو التربويين أو أفراد العائلة، من أجل تغيير واقع الحال وتحسن الخدمات المقدمة لأطفال “أفتا” أو الأطفال المصابين بمشكلات صحية أخرى مزمنة، متمنية أن تحقق الجمعية الأهداف التي تطمح في الوصول إليها ومحو أمية المجتمع باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مقدمة خالص شكرها لكل من ساهم ومد يد العون لإيصال رسالة الجمعية.